الثلاثاء، 20 مارس 2012

تمثل حوادث المرور مشكلة اجتماعية وأنسانية وأقتصادية خطيرة



  تمثل حوادث المرور مشكلة اجتماعية وأنسانية وأقتصادية خطيرة، بالنسبة لجميع المجتمعات المعاصرة، ومنها مجتمعاتنا  بسياسة تحديث الحياة وتنميتها، وخاصة بعد الحراك السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي للحاق بركب الانسانية.
الشخصية الانسانية محصلة القوى التي توجه الانسان نحو سلوك معين، وتظهر هذه الحصيلة من سلوك توافقي أولاً توافقي عند الانسان، وتعتبر وللشخصية مكونات ومقومات يمكن ملاحظتها في النواحي الجسمية والمعرفية والمزاجية والوحدانية والاجتماعية والخلقية والنفسية، وسلوك الانسان يقع بين كمال واختلال هذه المكونات، ويراوح ليكون طابع شخصيته،


 وفي مجتمعنا هناك اكثر من جهة تهتم اهتماماً كبيراً بأمن مواطنيه وسلامتهم، وخاصة بعد ان تضاعف عدد السيارات والشاحنات والدراجات (والستوتات) التي اصبحت الوسيلة الاولى في نقل الانسان والسلع والبضائع والخامات والحيوانات ولأهمية العنصر البشري سواء كان في شكل سائق السيارة نفسه أم غيره، نجد ان هذا العنصر هو المسؤول الاول عن وقوع الحوادث، الامر الذي يدعونا الى تركيز الاهتمام نحو نوعيته وتدريبه وردعه عند اللزوم... على الرغم من وجود اسباب اخرى كثيرة مثل السرعة والادمان الكحولي وعدم تعبيد الطرق.. الخ.
كذلك على السائق ان يتأمل نفسه قبل الصعود الى السيارة ويلاحظ صحته ولياقته البدنية، البعد عن الضيق والتوتر، ويسأل نفسه : هل انا بحاجة لمزيد من التدريب؟
وفيما يلي بيان هذه النواحي وعلاقتها بحوادث المرور بحسب تحقيق لـ (شبكة النبأ المعلوماتية).
أ- النواحي الجسمية
ان التمتع بالصحة الجسمية شرط اساسي للوقاية من الحوادث، ولا يقصد فقط الخلو من الامراض الخطيرة كأمراض القلب وغيرها من الامراض التي لا تتيح اعطاء أجازة السوق، ولكن ايضاً كل ما يسبب الضعف أو الاجهاد أو التعب الجسمي حتى ولو كان مؤقتاً كالاصابة بالزكام الشديد أو ارتفاع درجة حرارة الجسم لأي سبب من الاسباب أو ضعف السمع وضعف درجة النظر وعيوب أو عاهات وحروق وجروح، فالملاحظ ان مثل هذه الحالات تؤدي الى أحساس الانسان بالضيق والقلق، وعدم القدرة على التركيز، وسوء التقدير والسرحان، وهذا مع السرعة يؤدي قطعاً الى حوادث مرورية.
ب- النواحي النفسية والعقلية
ومنها امراض كثيرة كالكآبة والقلق النفسي والرهاب والتخلف العقلي بدرجاته المختلفة كذلك سرعة استجابة الفرد لمواقف معينة، ويقصد بأستجابة الفرد رد الفعل الذي يتخذه لمثير معين، وهذه الاستجابة تتم في أغلب الاحوال بطريقة لا ارادية.. أي ان الانسان يتعلم كيف يتوقف أو يبطىء من السرعة في موقف معين بعد ملاحظته لمثير ما، هذه العملية تتم في ثوان قليلة أو من اجزاء الثانية، ولا تخضع للتفكير المنظم الذي يتطلب فهم المشكلة وأختيار قرار ما من بين عدة اختيارات ثم تنفيذ هذا القرار وهكذا، ففي مثل هذه الاحوال الخاطفة، يتصرف الانسان بناء على سرعة الاستجابة لديه، وسرعة الاستجابة في اغلبها سلوك أولي فطري ولكن يخضع لمبدأ الفروق الفردية، أي يختلف فيه الناس من فرد لأخر حسب قدرتهم على سرعة الاستجابة.
ج- النواحي المعرفية والثقافية
من أهم النواحي المعرفية تاثيراً في شخصية الانسان، نسبة ذكائه، والذكاء أحياناُ يعرف بالقدرة على التصرف السليم كما يعرف بأنه القدرة على الفهم و سرعن البديهية والقدرة على التركيز، وللذكاء علاقة بحوادث المرور، فأذا لم يستطيع الفرد ان يتصرف تصرفاً سليماً خصوصاً في المواقف المفاجئة كأوقات الذروة أو أزدحام المرور في  المناسبات والزيارات أو غير ذلك، فأنه يتسبب في حصول الحوادث.   
والمعروف ان السياقة تتطلب معلومات معينة، فالسائق لا بد ان يعرف تماماُ معنى الارشادات، ويعرف كيف يغير اتجاه سيارته،وكيف يتخطى سيارة امامه، وكيف يوقف السيارة... ويعرف كذلك مدى السرعة المسموح بها، أو ترك مسافة تقدر مثلاً بطول سيارة واحدة على الاقل لكل ( 15كم ) في الساعة من السرعة بينه وبين السيارة التي امامه، كما يجب ان تزيد هذه المسافة في حالة السير بسرعة عالية.
كذلك لا بد من المهارات الادراكية لتفادي الحوادث، خصوصاً حوادث السرعة ويقصد بها فهم معنى ومغزى المثيرات والاشارات والعلامات الدالة والرسوم و الارقام المختلفة، وبالتالي القيام بالتصرف المناسب بسرعة مناسبة.
د- النواحي المزاجية والعاطفية
هناك اشخاص ينتابهم أو يسيطر عليهم الاكتئاب أو التشاؤم أو التبرم أو الضيق لأسباب بعضها موضوعي وبعضها غير موضوعي، ان قيادة السيارة في مثل هذه الاحوال فيها خطورة شديدة، فمثل هذه المشاعر غير السوية تجعل الانسان غير قادر على سرعة الادراك أو التصرف، كما لا يمكنه اتخاذ القرار المناسب بالنسبة لمفاجأت الطريق، مما يعرضه لا محالة للحوادث.
وهناك اشخاص يميلون الى المخاطرة أو المغامرة وهذا الميل لا يتفق على الاطلاق مع الاقدام على قيادة سيارة... بل ان النتيجة الوحيدة لذلك هي الحوادث المفجعة، ولا نقصد بذلك ان نحث الشباب على الخوف والجبن، كلا وأنما عليهم ان يلتزموا بالسلوك المتزن البعيد عن التهور الطيش والاندفاع..رغم ان السياقة بحاجة الى الشجاعة والقوة والصبر ومغالبة الشدائد.
ه- النواحي الاجتماعية
ان مراعاة الذوق والكياسة والتزام الاداب والتقاليد في معاملة الناس فن يدل على رقي الفرد، ولذلك فالسياقة السليمة تقتضي أدراك ان الطريق ليس ملكاً للفرد وحده، وان واجبه مساعدة غيره من السائقين وأفساح الطريق، والالتزام بأعطاء الاشارات في الوقت المناسب، والانتظار في المكان المناسب... وغير ذلك من أداب قيادة السيارات والمركبات والدراجات.
كذلك ترتبط بالنواحي الاجتماعية اكتساب الفرد لما يمكن ان نسميه (عادات السياقة) تلك التي تعتمد على احترام الغير من شرطي المرور او كبار السن والاطفال وطلاب المدارس وأغاثة المحتاج اثناء السير، واحترام اشارات المرور، مما يؤدي الى التضامن الاجتماعي بين افراد المجتمع.
و- النواحي الخلقية
لقد دعى الدين الاسلامي الحنيف الى الاخلاق الكريمة، ومدح الله سبحانه وتعالى نبيه محمد (عليه الصلاة والسلام) بقوله (وأنك لعلى خلق عظيم) وقال النبي (ص)، وأنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق، ولما كان لنا في رسول الله أسوة حسنة، أذن عليك ان تعرف... السياقة فن ومهارة واخلاق، ويقصد بالاخلاق مراعاةالكياسة وعدم التهور ومساعدة المسعوف، فمن التعقل والاحترام ان تترك فسحة في الطريق لكي تمر منها سيارات اخرى، ومن المعاملة الكريمة ان تعامل الاخرين كما تحب ان يعاملوك، ومساعدة الملهوف وأزالة الضيق والكرب الذي قد يشعر به البعض من الازدحام.
ز- النواحي العامة
هناك نواحي عديدة عامة، وأساليب لتفادي حوادث المرور، منها الادارية والتكنولوجية، وعلى سبيل الذكر : عدم كفاءة السائق، سوء الاضاءة، وجود الماشية في الطرق خاصة السريعة، عدم تحديد مناطق لعبور المشاة، السيارات القديمة.
الاقتراحات
تتعقد وتتنوع الاقتراحات المتعلقة بتحاشي حوادث المرور، ولا تنحصر في اقتراح واحد أو بضعة اقتراحات، ولكنها تتفاوت في نسبة اقرارها لتصبح قيد التنفيذ ومنها:
1- تدريس قواعد الوعي المروري وخاصة للسائقين، وان يكون تدريس هذه القواعد بصورة عملية وميدانية، وان يتوفر للمتدرب القدوة الحسنة والمثل الطيب الذي يقتدى به من بين السائقين ورجال شرطة المرور.
2- بناء اسوار لمنع الماشية من التجول في الطرق السريعة.
3- جعل جميع الطرق مزدوجة.
4- التدقيق في استخراج واصدار اجازة السوق.
5- اجراء الكشف الطبي على السائقين.
6- تشديد العقوبة على المخالفين.
7- الكشف الدوري الفني والهندسي على السيارة للتحقق من سلامتها من الاعطال.
8- نشر المزيد من الوعي المروري بين المواطنين والالتزام بقواعد المرور والسير وأدابهما وخاصة بين الشباب.
9- محاسبة شرطة المرور لأهمال السائقين وخاصة صغار السن.
10- وهناك عامل اخطاء المارة وحفلات مناسبات سيارات الاعراس وضرورة التوعية وايجاد طرق عبور نظامية للمشاة ارضية أو معلقة.
11- استخدام الكاميرات والكمبيوتر لضبط السيارات المخالفة.
12- الاكثار من الأشارات المرورية ودوريات رجال المرور.
13- التقليل من استعمال جهاز النقال اثناء السياقة.
14- منع العبارات والصورة اللاصقة على السيارات.
15- تحديد المسؤولية في وقوع الحوادث واحالتها للجهات المختصة، وعدم تركها للتسوية بين المواطنين، أي تطبيق الحق العام.
16- منع المدمنين كافة من قيادة السيارات.
17- تحديد ساحات الوقوف بطريقة قانونية ومرورية مدروسة وليت عشوائية.
18- هناك حوادث اسبابها متفرقة طبيعية منها وغير طبيعية، منها الامطار والعواصف الرملية والضباب، سقوط اشجار واسلاك وحصول فجوات مفاجئة في الطرق... الخ، من الضروري وضع الإرشادات المناسبة لها أيضاً.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق